التربية حب وثقة

يهتم بكل ما يخص الأسرة من تربية الأولاد، التعليم، توجيهات تربوية للأولياء ..
أضف رد جديد
الناسخ
مشاركات: 705
اشترك في: الأربعاء يناير 05, 2022 10:28 pm

التربية حب وثقة

مشاركة بواسطة الناسخ »

حذيفة المسلم
02-16-2010

بسم الله الرحمن الرحيم
أصلح الله لنا ولكم الأحوال أجمعين





جاء في كتب السيرة : أن المشركين في مكة ضربوا يوما أبا بكر ضربا ً شديدا ، دنا منه عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرفهما لوجهه ، ونزا على بطن أبي بكر حتى مايعرف وجهه من أنفه ، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولايشكّون في موته ، فتكلم آخر النهار
فقال : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه ، ثم قاموا وقالوا لأمه أم الخير : انظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه ، فلما خلت به ألحت عليه ،
وجعل يقول : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقالت : والله لا علم لي بصاحبك
فقال : اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه ، فخرجت حتى جائت أم جميل فقالت : إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ، قالت : ماأعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله ،
وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك ذهبت
قالت : نعم ، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ً دفنا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت : والله إن قوما نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر ، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم ، قال ، فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : هذه أمك تسمع ، قال : فلاشىء عليك منها ، قالت : سالم صحيح ، فقال : أين هو ؟ قالت : في دار الأرقم ، قال : فإن لله علىّ ألا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمهلتا حتى إذا هدأت
الرِجل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

لا تربية بغير حب :
هذه لوحة معبّرة تحمل في ثناياها الكثير من الفوائد التربوية التي يحتاجها الداعية في طريق الدعوة
î فهذه أم جميل تتكتم عن مكان النبي صلى الله عليه وسلم حتى تتأكد وتستوثق بنفسها من أبي بكر شخصيا ً ، فقد كانت مرحلة خاصة تحتاج لمثل هذه التربية وهذا الكتمان
î ويشارف أبو بكر على الموت، ومع ذلك فلا يطعم طعاما ً ولا يذوق شرابا حتى يطمئن أن رسول الله بخير ، بهذا الحب الذي لا مثيل له ، الذي نشأ بين النبي الأمين وأصحابه ، تحولت التعاليم التي تنطق من فم القائد إلى سلوك أصيل يتخلق به الأتباع




وعلى الدعاة المربين الذين يحبون أن يقتدوا بقائدهم ، أن يؤسسوا الحب مع إخوانهم ويبنوا الثقة فيما بينهم
، وهل التربية إلا ثقة وحب ؟
هكذا فعل المعلم الأول وهو يربي أصحابه ، وهكذا فلتفعل الأجيال المسلمة وهي تقتدي بفعل المعلم الأول صلى الله عليه وسلم
أضف رد جديد