كيف تكفرون الناس وهي تصلي وتصوم..؟؟

أضف رد جديد
الناسخ
مشاركات: 705
اشترك في: الأربعاء يناير 05, 2022 10:28 pm

كيف تكفرون الناس وهي تصلي وتصوم..؟؟

مشاركة بواسطة الناسخ »

محبة الإسلام
12-09-2009



العذر بالصلاة والصيام..

ومن الشبه التي ياتون بها ايضا: كيف تكفرون الناس والناس تصلي وتصوم ويأتون بحديث مسلم الذي فيه ذكر بعض الأمراء فقال الصحابة أفلا نقاتلهم يا رسول الله ؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة ويأتون أيضا بحديث ذي الخويصرة الذي تكلم في قسمة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خالد بن الوليد ألا اقتله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليس يصلي ؟ أما إني لم أؤمر بقتل المصلين وفي رواية يتحدث الناس محمد يقتل أصحابه..
معلوم أن غاية الخلق هي عبادة الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وان الله لا يقبل هاته العبادة إلا إذا توفر فيها شرطان الإخلاص والمتابعة كما قال تعالى (ألا لله الدين الخالص) ولذلك فقد ذكر الله عز وجل أعمال كثير للكفار والمشركين ولكن الله سبحانه وتعالى بين انه لا يقبلها بل يجعلها هباءا منثورا لأنها فقدت شرط الإخلاص قال تعالى: (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه ..) ويقول تعالى:( ولقد أوحي إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) وقال:( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) ولخطر الشرك بعث الله سبحانه وتعالى الرسل يدعون قومهم إلى التوحيد أولا( يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره) لم يكونوا يبدؤون بالصلاة أو الصيام.. وإنما التوحيد أولا لان العمل إذا خالطه الشرك أحبطه والعياذ بالله يقول تعالى ( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية) نعم وجوه يومئذ خاشعة بالصلاة وعاملة بالصيام وغير ذلك ولكن هذه الأعمال لما خالطها الشرك لم تقبل والعياذ بالله لان الشرك يبطل جميع العمل ويفسده فكما أن ترك الطهارة مبطل للصلاة لأنه شرط في صحتها فايضا من ترك التوحيد ولم يكفر بالطاغوت لن يقبل عمله لان الكفر بالطاغوت هو أعظم شرط لقبول الأعمال وهو الشرط الذي اوجب الله على ابن ادم تعلمه والعمل به قبل الصلاة وشروطها...وهذه كانت دعوة جميع الأنبياء والرسل إلى التوحيد أولا لذلك لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن كما هو مذكور في الصحيحين قال له:( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا اله إلا الله وفي رواية إلى أن يوحدوا الله فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد اوجب عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم.. )
فهذه هي طريقة جميع الرسل في الدعوة وهكذا علم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ حين أراد أن يرسله لدعوة أهل اليمن وهكذا علينا أن نعلم الناس أن نصلح لهم الأصل الذي إذا صلح معه باقي الفروع من صلاة وصيام وزكاة..فان لم يصلح هذا الأصل فلن تقبل أبدا هذه الأعمال وأما تعليم الناس أحكام الصلاة والوضوء دون تعليمهم التوحيد فإنها لن تعطي أي نتيجة وان تعلموا الوضوء والصلاة وصلوا وصاموا فان كل تلك الأعمال تضيع هباءا منثورا كما قال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) فالداعي إلى الله سبحانه وتعالى عليه أن يقتضي بدعوة من هو خير منه الأنبياء والرسل فيبدأ بما بدؤوا وان يكون مدركا للواقع الذي نعيش فيه فان كان الواقع مسلم محقق لقوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فلا باس بدعوة الناس وتعليمهم باقي الفروع وان كان يعيش في واقع جاهل للتوحيد ويردد ليل نهار لا اله إلا الله ولا يعلم منها إلا النطق فلابد من ان نصحيح لهم معناها ولذلك فان أهل الكتاب لا تقبل منهم فقط شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله حتى يشهدوا أيضا بان عيسى عبد الله ورسوله لأنهم خرجوا الإسلام من هذا الباب فكذلك أهل زماننا لا تقبل منهم شهادة أن لا اله إلا الله حتى يقروا بعبادة الله وحده وانه هو الرب المشرع وانه الإله الحكم وانه هو السيد المطاع وانه هو النافع والضار..فان تعلموا هذا أولا يبدأ تعليمهم الصلاة وغيرها من الأركان التي لا تقبل إلا بتحقيق كلمة لا اله إلا الله.
أما الشبهة التي يأتون بها أصحاب الزيغ والضلال فانها لا تختلف عن غيرها من الشبهات إما حديث ضعيف أو حديث عام أو أو ولكن الله دائما يقيد لهم من يرد على باطلهم ويدمغ شبههم فنسال الله السلامة وعلى طالب الحق والنجاة أن يتمسك بدينه وان أتته شبهة ولم يعرف جوابها يرجع إلى الأصل المحكم والى قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت والى الآيات والأحاديث الصحيحة التي تبين أن التوحيد هو غاية الخلق والشرط الأساسي لقبول العمل.
أما الحديث المتقدم ذكره في شان الأمراء ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتالهم ما أقاموا فيكم الصلاة فهو إشارة إلى إقامة الدين والتوحيد مع الصلاة وليس الصلاة وحدها قال النووي في صحيح مسلم إقامة الدين إشارة إلى إقامة الدين فالذي ذهب إليه هؤلاء لم يذهب إليه واحد من المسلمين لا من السلف أو الخلف فهذا أبو بكر رضي الله عنه لما أعلنت الطائفة امتناعها عن أداء الزكاة قاتلهم واستحل دمائهم رغم أنهم كانوا يقيمون الصلاة واستدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله فتأمل فان كان هذا في ترك الزكاة فكيف بترك الشهادتين فان الحديث ذكر التوحيد وان القتال عليه ومن ثم على حقوقه ولوازمه...
وهذا معنى قوله تعالى فان تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم فان تابوا أي من الشرك أما إقامة الصلاة دون التوبة من الشرك فلا تغني من الله شيئا..وكم من مصلي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ارتد بكلمة قالها كما ارتد النفر الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك مجاهدين فلما استهزؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كفروا كما قال تعالى( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).
وكما أسلفنا الذكر أيضا في قصة ردة بنو عبيد القداح رغم إقامتهم للصلاة والأذان ولكن لما اظهروا الغلو والشرك أعلن العلماء ردتهم ولم ينظروا إلى إقامتهم للصلاة وغيرها ولم يفهموا من الحديث ما فهم هؤلاء الجهال.
وهذه بعض الاحاديث التي تبين اكثر بطلان ما يقولون ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما الطاعة في المعروف" وقال : "على المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية"، وقال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وقال: " من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه "
وكذلك في حديث ذي الخويصرة فان الرجل كان يظهر الإسلام فلم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم رغم أن القول الذي قال به لا يقوله إلا منافق فالرسول صلى الله عليه وسلم عمل بقاعدة درء المفاسد وخشي من ضعاف القلوب وان يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وأيضا فان هذا خاص وبحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم فلو أن شخص الآن طعن في حكم النبي صلى الله عليه وسلم يرتد ويستتاب من قوله وإلا قتل وقد تكلم في مثل هذا الحديث شيخ الاسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :ومثل حديث ابن اسحاق عن هشام عن ابيه عن عائشة قالت : ابتاع رسول الله جزورا من اعرابي بوسق من تمر الذخيرة فجاء به الى منزله فالتمس التمر فلم يجده في البيت قالت فخرج الى الاعرابي فقال يا عبد الله انا ابتعنا منك جزورك هذا بوسق من تمر الذخيرة ونحن نرى انه عندنا فلم نجده فقال الاعرابي وا غدراه وا غدراه فوكزه الناس وقالوا لرسول الله تقول هذا فقال رسول الله دعوه رواه ابن ابي عاصم وابن حبان في الدلائل .
قال شيخ الإسلام
: فهذا الباب كله مما يوجب القتل ويكون به الرجل كافرا منافقا حلال الدم، كان النبي وغيره من الانبياء عليهم السلام يعفون ويصفحون عمن قاله امتثالا لقوله تعالى ( خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ) ولقوله تعالى ( ادفع بالتي هي احسن ) وقوله تعالى ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ) ولقوله تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ) ولقوله تعالى ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم ) ذلك لان درجة الحلم والصبر على الاذى والعفو عن الظلم افضل اخلاق اهل الدنيا والاخرة يبلغ الرجل بها ما لا يبلغه بالصيام والقيام قال تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) وقال تعالى ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله ) وقال تعالى( ان تبدو خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا ) وقال ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين).
قال شيخ الإسلام : والاحاديث في هذا الباب كثيرة مشهورة ثم الانبياء احق الناس بهذه الدرجة لفضلهم واحوج الناس اليها لما ابتلوا به من دعوة الناس ومعالجتهم وتغيير ما كانوا عليه من العادات هو امر لم يات به احد الا عودي فالكلام الذي يؤذيهم يكفر به الرجل فيصير به محاربا ان كان ذا عهد ومرتدا او منافقا ان كان ممن يظهر الاسلام ولهم فيه ايضا حق الادمي فجعل الله لهم ان يعفوا عن مثل هذا النوع ووسع عليهم ذلك لما فيه من حق الادمي تغليبا لحق الادمي على حق الله كما جعل لمستحق القود وحد القذف ان يعفو عن القاتل والقاذف واولى لما في جواز عفو الانبياء ونحوهم من المصالح العظيمة المتعلقة بالنبي والامة وبالدين وهذا معنى قول عائشة رضي الله عنها ما ضرب رسول الله بيده خادما له ولا امراة ولا دابه ولا شيئا قط الا ان يجاهد في سبيل الله ولا انتقم لنفسه قط وفي لفظ ما نيل منه شئ فانتقم من صاحبه الا ان تنتهك محارم الله فاذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبة شئ حتى ينتقم لله متفق عليه .
قال شيخ الإسلام
: ومعلوم ان النيل منه اعظم من انتهاك المحارم لكن لما دخل فيها حقه كان الامر اليه في العفو او الانتقام فكان يختار العفو وربما امر بالقتل اذا راى المصلحة في ذلك بخلاف ما لاحق له فيه من زنى او سرقة او ظلم لغيره فانه يجب عليه القيام به
وقد
كان اصحابه اذا راوا من يؤذيه ارادوا قتله لعلمهم بانه يستحق القتل فيعفو هو عنه ويبين لهم ان عفوه اصلح مع اقراره لهم على جواز قتله ولو قتله قاتل قبل عفو النبي لم يعرض له النبي لعلمه بانه قد انتصر لله ورسوله بل يحمده على ذلك ويثني عليه كما قتل عمر رضي الله عنه الرجل الذي لم يرضى بحكمه وكما قتل رجل بنت مروان واخر اليهودية السابه فاذا تعذر عفوه بموته بقي حقا محضا لله ولرسوله وللمؤمنين لم يعف عنه مستحقه فيجب اقامتة .الصارم المسلول ص 233 _ 235

أضف رد جديد