كيف تكفرون الناس وهي تقول لا اله الا الله

أضف رد جديد
الناسخ
مشاركات: 705
اشترك في: الأربعاء يناير 05, 2022 10:28 pm

كيف تكفرون الناس وهي تقول لا اله الا الله

مشاركة بواسطة الناسخ »

محبة الإسلام
12-09-2009




العذر بقول لااله الا الله

ومن الشبه التي ياتون بها ايضا:كيف تكفرون الناس والناس تقول لا اله إلا الله ويأتون بشبهات منها الحديث المذكور في الصحيح عن رسول الله بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة قال فصبحنا القوم فهزمناهم قال ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم قال فلما غشيناه قال لا اله إلا الله قال فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته قال: فلما قدما إلى بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقال لي يا أسامة أقتلته بعدما قال لا اله إلا الله؟ قال: قلت يا رسول الله انه إنما كان متعوذا قال: قتلته بعد ما قال لا اله إلا الله ؟ قال: فما زال يكررها على حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم)

وكذلك حديث (من مات وهو يشهد أن لا اله إلا الله دخل الجنة) وحديث البطاقة الذي فيه أن رجلا يأتي يوم القيامة بتسع وتسعين سجلا من الذنوب حتى يظن انه هالك توزن هذه السجلات ببطاقة عليها لا اله إلا الله فترجح البطاقة.
وكلك يأتون بالحديث المروي عن حذيفة مرفوعا قال يسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى في الأرض منه آية وتبقى فئام من الناس ما يدرون ما صلاة وما صدقة وما نسك يقولون لا اله إلا الله أدركنا آبائنا عليها فنحن نقولها قال صلة وما تنفعهم لا اله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة وما صدقة وما نسك؟ قال حذيفة تنجيهم من النار..




إن هاته الشبهة وغيرها من المتشابه وهذه هي طريقة أهل الزيغ والضلال في الأخذ بالمتشابه وترك المحكم كما قال تعالى:( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا ألوا الألباب ) وكما أسلفنا الذكر عند هذا الأمر في معنى الشبهة إن هذه هي طريقة أهل الزيغ والضلالة فالخوارج ضلوا لما أهملوا نصوص الوعد وركزوا على نصوص الوعيد فاخذوا قوله تعالى ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها أبدا فهذا نص مطلق يكون من المتشابه إن لم يرد إلى مقيده ومبينه الذي أهملوه وهو قوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به شيئا ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وكذلك المرجئة تمسكوا ببعض النصوص المتقدمة التي تشير إلى دخول الجنة لمن قال لا اله إلا الله فارجاوا الأعمال وأهملوها واكتفوا في الحكم بالإسلام ودخول الجنة بالكلمة وحدها دون علم لمعناها أو عمل بمقتضاها.
روى البخاري في صحيحه عن وهب بن منبه أن لا الله إلا الله مفتاح الجنة لكن لكل مفتاح أسنان فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح ومن جاء بمفتاح ليس له أسنان لم يفتح وأسنانها هي تحقيق شروطها واجتناب نواقضها وهذا هو معنى لا الله إلا الله فلو كان مجرد القول ينفع لقالوها كفار قريش وبقوا يعكفون على أصنامهم ولكنهم لما علموا معناها رفضوها كما ورد في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( قولوا لا اله إلا الله تفلحوا) علموا من أن قولها لا يراد به النطق فقط وإنما يلزم منهم نفي الأرباب والأنداد والآلهة والطواغيت (فقالوا اجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجيب) لأنهم علموا معناه ولذلك قال سبحانه وتعالى( فاعلم انه لا اله إلا الله) وقال (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) والأحاديث الواردة أيضا في أن القول وحده لا ينفع بدون عمل لا ينفع منها قوله صلى الله عليه وسلم (من قال لا الله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمه و ماله وحسابه على الله) فيتبن أن القول وحده لا ينفع وقال صلى الله عليه وسلم أيضا من مات وهو يعلم انه لا الله إلا الله دخل الجنة..وغير ذلك من الأحاديث .




وسنورد بإذن الله بعض الأدلة على انه يكفر كل من لم قال أو عمل ما يخالف لا الله إلا الله.
أولا نقول للمخالف الذي يقول بعدم كفر من قال لا اله إلا الله ما تقول في قوله تعالى( يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه..)والردة هي خروج الإنسان عن الإسلام باعتقاد أو قول أو فعل حكم الشارع بأنه كفر ومعلوم أن الإنسان لا يخرج من الإسلام إلا بعد أن يدخل إليه ولا يدخل إليه إلا بعد أن يقول لا اله إلا الله فتبين من هذا أن القائل إن قال أو عمل ما يناقض لا اله إلا الله يكفر.
ومثال ذلك النفر الذين نزل فيهم قوله تعالى({وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }التوبة66,65)) جاء في سبب نزل هذه الآية أن جماعة من المسلمين كانوا غزاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فاجتمعوا في مجلس فتكلم واحد منهم فقال :ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وكان في المجلس شاب من الأنصار يقال له عوف بن مالك فقال لهذا الرجل كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام ذاهبا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد أن الوحي سبقه ونزل على الرسول صلى الله عليه وسلم فاخبره الله جلا وعلا بما قاله هؤلاء في مجلسهم أو قاله واحد منهم والبقية لم ينكروا عليه ولما نزل ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتحل من مكانه هذا وركب راحلته لما بلغه هذا القول الشنيع فجاء هذا الرجل الذي تكلم يعتذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق والرسول صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إليه ولا يزيد على قراءة الآية ( {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }التوبة66,65) وقول الله سبحانه وتعالى (قد كفرتم بعد إيمانكم) دليل على أنهم كانوا مؤمنين وليسوا منافقين.
فتبين من الآية أن النفر كانوا ينطقون بلا اله إلا الله بل أكثر كانوا يصلون وسائرين إلى الجهاد فلما قالوا ما خالف معنى الكلمة كفروا ولم ينفعهم نطقهم شيئا.




وكذلك لا خلاف بين العلماء كلهم انه بمجرد أن يؤمن الشخص ببعض الكتاب ويكفر ببعض يكفر وان كان ينطق بلا اله إلا الله كما قال تعالى( افتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض).
وأيضا من حقق التوحيد و الصلاة و الصيام و الزكاة وجحد الحج فانه يكفر كما قال تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين)
وكذلك من اقر بهذا كله لكن أنكر البعث يكفر كما قال تعالى(زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن..)
وكذلك قصة غزو الصحابة لبني حنيفة وقد كانوا اسلموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون لا الله إلا الله ويصلون..ولكن حينما ادعوا النبوة لمسيلمة قاتلهم الصحابة ولم ينفعهم قولهم شيئا.
وكذلك قتال أبي بكر رضي الله عنه للطائفة التي امتنعت عن أداء الزكاة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم متولين قوله تعالى خذ من أموالهم صدقة فقالوا لا نؤذي الزكاة إلا لرسول الله فلم ينفعهم تأويلهم وقاتلهم أبى بكر قتال ردة لا قتال طائفة باغية بدليل انه سبى ذرا ريهم ولم يصلي عليهم.



فهل يا ترى هل الذي يترك التوحيد أعظم أم من ترك الصلاة أو الزكاة أو الحج ؟
وهل الذي يرفع لرجل إلى مرتبة النبي أعظم أم الذي يرفع شخصا ما إلى مرتبة جبار السموات والأرض.
طبعا الذي ترك التوحيد الذي هو غاية إرسال الرسل.






وكذلك بنو عبيد القداح الذين سكنوا المغرب ومصر في زمن بني العباس كلهم يشهدون لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ويصلون الجماعة والجمعة فلما اظهروا شيئا مخالفا للشريعة في أشياء دون ما نحن عليه اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد كفر وحرب..
أما بخصوص الشبهة التي يأتون بها وهي إنكار رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسامة رضي الله عنه حينما قتل الرجل الذي قال لا اله إلا الله لان الرجل اظهر رغبته في الإسلام فمن اظهرالاسلام نحكم بإسلامه حتى يظهر لنا العكس فالرجل اظهر الإسلام فكان على أسامة رضي الله عنه التوقف عن قتله حتى يظهر خلاف ذلك ولذلك بوب النووي في صحيح مسلم باب تحريم قتل الكفار بعد قوله لا اله إلا الله ولكن يجب أن يعلم أن هناك فرق كبير بين ابتداء العصمة واستمرارها فالعصمة تبدأ بمجرد تلفظه بكلمة التوحيد ولكن استمرار تلك العصمة لا يكون إلا بالتزام حقوق هذه الكلمة وخلع واجتناب نواقضها فمثلا لو أن الرجل الذي قتله أسامة رضي الله عنه لم يقتله بعد قوله واظهر الكفر بان يقول مثلا لا اله إلا الله واللات والعزى فهل يخيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة سيحكمون عليه بالإسلام؟؟
ومثال ذلك قوله تعالى( لا تقولا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا..)فإنها نزلت كما في الحديث الذي يبين سبب نزولها وهو في صحيح البخاري أن مجموعة من الصحابة مروا برجل معه غنيمة فسلم عليهم واظهر الإسلام ولم يظهر منه شيء من نواقض ومع هذا فعلوا معه كما فعل أسامة فقتلوه بحجة انه قالها خوفا منهم واخذوا غنمه فأنكر الله عليهم ذلك في القران فانزل قوله تعالى( يا أيها الذين امنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا..)أي فتثبتوا فالآية تدل على انه يجب الكف عنه والتثبت وان نتبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام لقوله فتبينوا ولو كان لا يقتل إذ قالها لم يكن لتثبت معنى.
فالواجب فيمن اظهر الإسلام أن نعامله بظاهره فمن اظهر لنا إيمانه بالله وكفره بالطاغوت والبراءة من الشرك وأهله حكمنا عليه بالإسلام ما لم يعمل م يظهرلنا خلاف ذلك.




وأما حديث البطاقة الذي يستدلون به أيضا فهو دليل عليهم لمن تدبر ذلك ولكن سبحان الله فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
فحديث البطاقة أولا حديث ضعيف لا يستدل به فيه أبو معاوية خازم الضرير
مدلس وفي مروياته عن غير الأعمش ضعف وقد رواه هنا من غير طريق الأعمش وهو فوق ذلك رأس من رؤوس الإرجاء كما ذكر الحافظ بن حجر وغيره وهذا الحديث من بضاعة المرجئة وقد حذر السلف من قبول مرويات أهل البدع إن كانت مما ينصر بدعتهم وهذا الحديث مما ينصر قول المرجئة فكيف إذا انضاف إلى ذلك الضعف والتدليس؟
وعلى افتراض صحة الحديث فهو ليس دليلا لهم بل عليهم كما قلنا فالمراد بالبطاقة هي لا اله إلا الله وإنها هي التي نفعت الرجل وذلك بتحقيق التوحيد التام وعدم الإتيان بشيء من نواقض التوحيد ويرد هذا الحديث وفهمه على ضوء النصوص المحكمة كقوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به شيئا ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن هذا يتبين أن السجلات التسعة والتسعون هي ذنوب دون الشرك لان الشرك لا يغفره الله سبحانه وتعالى كما هو مذكور في الآية فهذا الرجل كان له من التوحيد ما غفر الله له به ذنوبه كما في الحديث عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان ولا أبالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة حديث حسن صحيح.
فهذا معنى حديث البطاقة فلا يعقل أن الرجل له ذنوب وشهادته بها شرك ويغفر الله له؟؟وإنما هذا كان له من تمام التوحيد ما غفر الله له به ذنوبه.




وكذلك حديث حذيفة المذكور قال يسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى في الأرض منه آية وتبقى فئام من الناس ما يدرون ما صلاة وما صدقة وما نسك يقولون لا اله إلا الله أدركنا آبائنا عليها فنحن نقولها قال صلة وما تنفعهم لا اله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة وما صدقة وما نسك؟ قال حذيفة تنجيهم من النار..


فهو إن صح يحمل على أن هؤلاء الناس الذين لا يعرفون من الشرائع إلا هذه الكلمة محققين لمعناها غير مشركين بالله لان الله لا يغفر أن يشرك به وهذا كحال زيد بن عمرو بن نفيل الذي كان قبل البعثة كما أسلفنا ذكره فقد عذر بتفاصيل الشرائع التي لا تعرف إلا عن طريق الرسل فلما لم يبقى من القران في الأرض آية لا يمكنهم معرفة تفاصيل الدين من صلاة وصيام وغير هذا.. فهذه الأمور لا تعرف بالعقل وإنما عن طريق الوحي ليس إلا فلذلك عذرهم الله سبحانه وتعالى لأنهم أتوا بالتوحيد ولم ينقضوه فغفر الله لهم ذلك.

وخلاصة الأمر أن لا اله إلا الله لا تنفع لمن قالها وان ظل يرددها ألف مرة فهي لا تنفعه حتى يعلم معناها ويعمل بمقتضاها.
أضف رد جديد