طفولة العظماء .. قدوة للأبناء

يهتم بكل ما يخص الأسرة من تربية الأولاد، التعليم، توجيهات تربوية للأولياء ..
أضف رد جديد
الناسخ
مشاركات: 705
اشترك في: الأربعاء يناير 05, 2022 10:28 pm

طفولة العظماء .. قدوة للأبناء

مشاركة بواسطة الناسخ »

أحمد إبراهيم
03-20-2010



طفولـــــة العظمــــاء



باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والصلام على محمد الأمين أما بعد ..
السلام عليكم
إن الولد أمانة بين يدي المربي وهو مسؤول عنه، ولذلك كان أول ما ينبغي عليه أن يخطه على هذه الصفحة البيضاء قدوته في هذه الحياة ألا وهو نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم صحابته حتى يتعود الصغير على سؤال نفسه عند كل عمل: ماذا كان سيفعل محمد عليه الصلاة والسلام لو كان في هذا الموقف ؟ ويسأل نفسه هل هذا عمل يرضي الله أم لا ؟ وعندما يستشعر رقابة الخالق عليه فيستقيم حاله بإذن الله تعالى.

فينبغي للمربي أن يعلم يقينا أنه القدوة الأولى لمن تحت يده، فالأطفال يتعلمون بالقدوة أكثر بكثير مما يظن ويتصور الوالد، فالطفل يتأثر بنا ويقلد طريقتنا في معاملتنا… وعلاقتنا بجارنا، وحديثنا عن زملائنا، دون أن نشعر نحن غالباً بهذا الأمر، فاتجاهاتنا النفسية.. تصبح كلها هي نفس اتجاهاته النفسية

وبناء على هذا يكون التعود على فعل الخير بالقدوة الصالحة في أول الأمر هو المنهج الصحيح للتربية الإسلامية.

إذ أن العقيدة الإسلامية لا يكفي أن تكون في قلب المسلم دون أن يكون لها واقعها العملي المترجم في السلوك الإسلامي الصحيح في جميع مجالات الحياة، فقد ذم الله جل وعلا ومقت الذين تخالف أعمالهم أقوالهم، فقال:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [الصف:2-3] (1)
وهذه إحدى زوجات قدوتنا محمد عليه الصلاة والسلام تقول عنه:
(كان خلقه القرآن) (وكان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي على الأرض)

لذلك على المربي أن يربط تصرفات الولد بسيرة العظماء، فيستعمل من الوسائل ما يراه يخدم هذه الغاية، كاستثمار موقف معين ليقول للولد: لماذا لا تكون مثل فلان ؟ أو جيد أنت مثل فلان ، وتذكر له أحد الصحابة – وطبيعي سيسأل ماذا فعل فلان ؟؟ ثم يخبره بقصة ذلك الصحابي والتي تناسب الموقف ، وهذا يساعد على ترسيخ الفكرة في ذهن الصبي بطبيعة عقله.

وإذا أراد المربي التكلم عن خلق جميل يختار واحدا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول أنه اشتهر بتلك الصفة مثل: ( أبو بكر الصديق) ( عمر الفاروق) ( عثمان الحياء) ( خالد بن الوليد القوة ) ...

ونجد أن الطفل بفطرته يميل إلى الإقتداء والإنجذاب ناحية شخصية معينة على حساب غيرها لما جُبل عليه من طبائع .. وكذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم .. فهذا عُرِفَ بالسّخاء والكَرَم والآخر بالصبر وشدة البأس وذلك بالصّدق والأمانة ..

وحتى في الصنائع والتخصص .. فنجد من السلف من برز في التأليف والكتابة .. والآخر في الخطابة والفصاحة .. ونجد من أعطاه الله فطنة وخبرة في التسيير والقيادة .. وبضعهم في مجالات أخرى .. فساهموا جميعا في خدمة الأمة وعلو شأنها بين الأمم .. ولم يكن ذلك هدفا بحد ذاته، وإنما الغاية والمقصد من الدراسة والتخصص والبناء وغيرها من الوسائل هو إقامة الدين والدعوة إليه ... والملاحظ أن كل جيل اهتم وركز على ما تحتاجه الأمة في تلك الفترة .. فكان غرس عقيدة التوحيد أول ما ينبغي الحرص عليه وحفظ عقيدته من إرهاصات المجتمع الجاهلي وهو ما ينبغي على المسلمين الإهتمام به اليوم أيضا
فإذا أبقت الدنيا على المرء دينه - فكل ما فاته منها فليس بضائر

ولم يكن الدافع لكتابة مثل هذا الموضوع التعرض لسيرة هؤلاء الأخيار بنية توسيع دائرة المعارف النظرية أو اختبار مستوى الثقافة العامة .. وإنما الدافع هو الوسط الذي نعيشه في زماننا والذي يقتضي بذل مجهود أكبر لحماية الأبناء من مد الجاهلية .. إما عن طريق وسائل الإعلام أو التعامل والإختلاط المباشر بغيرهم من الناس الذين ينقلون لهم مفاهيم خاطئة وتصرفات وأقوال تسيء للإسلام .. فينبغي أن يتسلح الولد بمبادئه وعقيدته القوية حتى يجاري كل ذلك

ولعلنا نذكر ها هنا أمثلة من سيرة الصحابة .. حتى نوصل لأبنائنا أن هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون وهؤلاء هم العظماء حقا .. وليس هؤلاء الذين قد يراهم البعض في الأفلام والرسوم المتحركة
طفولة العظماء من

وأبنائهم

 

علي بن أبي طالب
الذي نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة وهو ابن عشر سنين.

الحسن والحسين
حين رأيا شيخا يتوضأ –وكانا غلامين- فلم يريدا جرح مشاعره بأن يقولا له أنه لا يحسن الوضوء ،فقالا له: يا عماه لقد اختلفت وأخي فيمن يحسن الوضوء منا فهلا حكمت بيننا؟ وأرياه كيف الوضوء الصحيح .

عبد الله بن الزبير
الذي عُرف عنه منذ صغره قوة في الحق وصراحة في الكلمة يعترف إذا أخطأ ويتحمل الجزاء إذا دعا الأمر،وقد كان يوما يلعب مع الصبية-وهو لا يزال صبيا- وإذا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يمر بهم، ففروا من أمامه- لأنه كان يسألهم عن صلاتهم فإذا كانوا قد أدوها تركهم وإذا لم يؤدوها أمرهم بأدائها- أما "عبد الله" فوقف مكانه ..
فلما سأله "عمر" عن عدم فراره معهم قال:" لَم أرتكب ذنباً فأخافك ، وليست الطريق ضيقة فأوسعها لك"، فسأله: " هل أديت فرضك ؟ " قال: " نعم يا أمير المؤمنين ، وتلاوة ما عليَّ من قرآن وحديث وأنا الآن أروِّح عن نفسي ، فقال له: " جزاك الله خيرا يا ولدي".

أسامة بن زيد
الذي علم أن رسول الله صلى الله عليه سلم يتجهز للغزو فأصر –وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره- على أن يكون له دور ، فذهب يعرض نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن الرسول الكريم أجابه بأنه ما يزال صغيرا لم يُفرض عليه القتال ، فعاد باكياً ، ولكنه عاود الكرة مرة ثانية وثالثة ، وفي الثالثة طلب منه أن يطيِّب الجرحى من المقاتلين ،ففرح فرحاًً شديداً ، ولما كبر أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى أسامة قيادة أحد جيوش المسلمين ، فتم ذلك في عهد أبي بكر رضي الله عنه.

معاذ ومعوِّذ
الغلامان اللذان نالا شرف قتل "أبي جهل" رأس الكفر الذي طالما آذى الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه ، فقال لهما : "أيكما قتله ؟ " ، فقال كل منهما :" أنا قتلته" فقال لهما:" هل مسحتما سيفيكما؟" قالا :"لا" فنظر صلى الله عليه وسلم في السيفين وقال:" كِلاكما قتله"!!!

أسماء بنت أبي بكر
التي تشرفت -دون الخلق- بحمل الطعام والشراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها في مخبأهما أثناء الهجرة ، والدفاع عنهما بشجاعة وصلابة أمام أبي جهل الذي لطمها على خدها لطمة أطاحت قرطها.

أروى بنت الحارث
التي قادت كتيبة من النساء وقد عقدت لواءً من خمارها كخدعة حربية ، ففعلت من معها من النساء مثلها واندفعت بالكتيبة إلى حيث كان المسلمون يواجهون عدوهم في "ميسان" ، فلما رأى الأعداء الرايات مقبلات عن بعد ظنوا أن مدداً للمسلمين في الطريق إلى أرض المعركة ، ففروا مولين الأدبار ، وتبعهم المسلمون يطاردونهم حتى قتلوا منهم أعدادا ًكبيرة.(2)

هل تفعل (تفعلين) مع أبناءك مثل هذا ؟ إنه لا يصح أن نتركهم لوسائل الإعلام الهدامة لتبني شخصيتهم .. فيصبح قدوتهم في الحياة مهرجون وسفهاء .. فالحياة لا تقبل الفراغ .. إما أن يفتح الولد عينه على سيرة خير الرجال وإما أن نتركهم لأنياب الجاهلية التي لا ترحم .. أفلام هوليود .. ألعاب الحاسوب العنيفة والسخيفة.. رسوم متحركة بأفكار منحرفة ..

إذا كنت تشعر حقا بهذه المسؤولية فلنساعد بعضنا على استخراج سيرة هؤلاء العظماء في صغرهم .. حتى يرويها غيرنا لأبناءهم .. ونجعل منهم قدوة يكبر عليها رجل المستقبل

في انتظار مساهمتكم في الموضوع وهي مساهمة في بناء جيل متميز .. فإن لم يكن في القريب فهو تمهيد له بعون من الله جل وعلا




______________

1-
بحث ضرورة القدوة في تربية الأطفال
2- القصص القصيرة للصحابة رضوان الله عنهم مأخوذة من كتاب أطفالنا وحب الإسلام.
ـــــــــــ
محبة الإسلام
03-22-2010



جزاك الله خيرا اخ احمد موضوع مميزومهم فعلا وقل من ينتبه اليه مع انه من اهم الامور بل هي من اعظم الامور وهي تنشاة جيل شبيه بجيل الصحابة جيل لم يشبهه لحد الساعة اي جيل ولن يشبهه لانهم تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم وان دين الله لابد ان يقوم يوما وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن لابد لذلك من اسباب اذن فلابد من تنشاة رجال يكون وصفهم الصدق والاخلاص وان الكثير لا ينتبه لهذا الامر رغم اهميته والتربية لا تبدا بولادة الطفل وانما تبدا باختيار الوالدة وتبدا بالدعاء في السر والعلانية وهناك فرق كبير بين انشاء ولد صالح وبين انشاء ولد صالح ولكن له ابعاد وهم يعتريه وهم في الصغر وهذا هو المفروض ......هذا على عجل لضيق الوقت ولكم جزيل الشكر



ـــــــــــ
الغريبه
04-2-2010






بسم الله الرحمن الرحيم


روى البخاري وغيره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وكان دون الحلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:



{إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال: هي النخلة , وفي رواية: فأردتُ أن أقول: [هي النخلة] فإذا أنا أصغر القوم وفي رواية: ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما قمنا حدثت أبي بما وقع في نفسي. فقال: لأن تكون قلتها أحب إلى من أن يكون لي حُمْرُ النعم.}




أنظر معي أيها المربي:



***حياء
عبد الله بن عمر فهو دليل على عمق التربية السلوكية والأخلاقية في نفسه لقد استحيا رضي الله عنه أن يتكلم وهو أصغر القوم، أو أن يتكلم في وجود كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولا شك أن هذا السلوك لم يصدر من عبد الله بن عمر( الطفل) إلا إذا كان متأصلاً في فكره وعقله ووجدانه وإلا إذا كان متربيًا عليه منذ نعومة أظفاره..





هذا السلوك وهو احترام الكبير يفتقده كثير من أطفالنا اليوم لأننا لم نعودهم عليه منذ الصغر ومن شب على شيء شاب عليه. فعودوا أبناءكم الخير فإن الخير عادة، للأسف كثيرًا ما نرى أطفالاً يسبون آباءهم ويضربونهم في الطرقات وأمام الناس لأن الأب أو الأم لم يلبي له طلبه الذي يريد ويظل يصرخ ويبكي لأنه تعود أن هذا الأسلوب ناجع مع أمه، ولأن أمه لم تعلمه منذ صغره كيف يحترم الكبير ويطلب ويسأل بأدب، فلم ينغرس في نفسه رهبة من هذا الفعل، أما الطفل الذي عنف لأول مرة وقع فيها في الخطأ من عدم احترام أو خلافه فسينغرس في نفسه إلى الأبد أن هذا الفعل لا يصح وأن فاعله يعنف وينبذ من الجميع.


***انتباه عبد الله بن عمر رضي الله عنه وتفاعله مع سؤال النبي صلى الله عليه وسلم دليل على رجاحة عقله وذكائه بل ووجوده في مجلس الكبار دليل على حكمة أبيه وفطنته التربوية حيث دفعه إلى مجلس الكبار حتى يكبر ويفكر كما يفكر الكبار، وينضج فكره وعقله بمجرد وجوده في هذا المحضن التربوي العظيم، وكثير من الآباء لا يأخذ ابنه معه إلى مجالس الكبار إما كسلاً أو تثاقلاً أو خوفًا من الفضيحة وردود أفعال طفله.



وهذا من أكبر الخطأ.. إن وجود طفلك معك أيها المربي خاصة الأب له أعظم أثر وفائدة بالنسبة للطفل خاصة للذكر، فهذا يغرس فيه الرجولة ويجعله أكثر قدرة على مخالطة الناس والتفاعل معهم وعدم الانطواء والانزواء وهذا للصبي أمر هام.. وهو مختلف عن البنت فالبنت عندما تجلس معأمها في البيت تتعود الحياء والقرار في البيت، أما الصبي فلا يتعود الجلوس بجانب أمه كثيرًا لأن هذا سيجعله يخرج إلى المجتمع كطفل مدلل يتكلم كالبنات ويتصرف مثلهن.





ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر ما رواه مسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ [أي مسنين], فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ , فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا.




ففي هذا الحديث دليل على أن الأطفال والغلمان كانوا يحضرون مجالس النبي صلى الله عليه وسلم ومجالس الكبار بل وكان الني صلى الله عليه وسلم يكلمهم ويستأذنهم.




أيها المربي: كم من معاني الرجولة والثقة بالنفس غرست في نفس هذا الغلام الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم واستأذنه، ثم قارن بعد ذك بين هذا الأسلوب وبين أسلوب كثير من الآباء الآن عندما يطلب منه أحد أطفاله الذهاب معه فيقول له بشدة: اجلس هنا أنت ما زلت صغيرًا، وتأمل بعدها كم من معاني الخجل والانطواء و الانهزام في الشخصية غُرست في هذا الطفل.





فوائد أخرى:



***تأمل أيها المربي كيف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الإثارة والتشويق أثناء تدريسه وتعليمه الصحابة مما جعل السامع أكثر انتباهًا وتركيزًا وأقل شرودًا ونسيانًا للمعلومة وهو بذلك ينبهك إلى استخدام هذا الأسلوب مع أطفالك بدلاً من الضرب ورفع الصوت واستخدام الوسائل العقابية، فالعقاب وإن كان مفيدًا في بعض الأحيان إلا أنه في مواقف أخرى يكون ضرره من أبلغ أنواع الضرر..


***إيجابية الأب عمر رضي الله عنه في سماعه لطفله وتشجيعه له بأن سيكون سعيدًا جدًا لو أنه تكلم وقالها 'النخلة', فالأب يفخر بابنه ويتمنى أن يكون ابنه دائمًا أفضل الناس حتى لوكان أفضل منه هذا الأسلوب له أثر كبير في نفس الطفل إن أبداه الأب وأظهره أمام الناس إن كان حقًا أهلاً للفخر فإن هذا يزيد من ثقة الطفل بنفسه وحبه لوالده، أما الأب الذي يتبرأ من طفله دومًا بل ربما يقول 'لا هو ابني ولا أعرفه' و يعايره أمام الناس فهو بذلك يقتل في ابنه ثقته بنفسه ويذبل شجرة الحب بينهما.. شعورك نحو طفلك أيها المربي أظهره ولا تخفيه فهو من أهم العوامل التي تبني بها شخصية طفلك فإما أن تقويها أوتضعفها.





منقول بالتصرف
أضف رد جديد