نحو جيل يقرأ (من أساليب تحبيب القراءة للأطفال)

يهتم بكل ما يخص الأسرة من تربية الأولاد، التعليم، توجيهات تربوية للأولياء ..
أضف رد جديد
الناسخ
مشاركات: 705
اشترك في: الأربعاء يناير 05, 2022 10:28 pm

نحو جيل يقرأ (من أساليب تحبيب القراءة للأطفال)

مشاركة بواسطة الناسخ »

أحمد إبراهيم
16-08-2010

نحو جيل يقرأ (من أساليب تحبيب القراءة للأطفال)


هذه نقاط مساعدة أنقلها لكم لعلها تفيد في اكتساب مهارات عملية قصد تحبيب القراءة للأبناء.

الرغبة في القراءة


لو تساءلنا عن أساليب تحبيب القراءة إلى الصغار، فإن الجواب سيُغرقنا بالعشرات من التفاصيل الصغيرة، فلنتحدث إذن عن المبادرات والأساليب الأساسية:


1ـ أسرة مهتمة:

الخطوط العميقة في شخصية الطفل تُرسم في السنوات الست الأولى من عمره، ولهذا فإن الأسرة هي التي تتحمل العبء الأكبر في صناعة رغبات الطفل، ومنها الرغبة في القراءة. إن الأسرة هي التي ترجَّح ما أمام الطفل من خيارات، وهي التي توجِد في نفسه الميل إلى القراءة والكتابة .. كما أنها هي التي تتيح له أن يتعود الإنغماس في اللهو واللعب والخروج مع الرفاق وتتبع الأمور التافهة؛ ولهذا فإن اهتمام الأسرة بتعويد أطفالها على القراءة هو شرط أولي وأساسي، ولطالما كان الاهتمام أباً لمعظم الفضائل.


2- أسرة قارئة:

الأسرة القارئة ليست هي الأسرة المتعلمة، لكنها الأسرة التي يمارس أفرادها القراءة كل يوم؛ إذ إن الطفل حيثما التفت وجد أباً ممسكاً بكتاب، أو أخاً يرسم شيئاً، أو أماً تشرح لأخيه شيئاً غامضاً في إحدى الكتب أو القصص.

إن مشاهدات الطفل لهذه الأنشطة تجعله يوقن بأن العيش مع الكتب والورق والأقلام هو العيش الطبيعي.

ولا ريب أن التشجيع على القراءة لا يكون بالحث ولكن بإيجاد جو مناسب، يقتدي فيه الصغار بالكبار؛ ولهذا يمكن القول:

إن أطفالنا لا يمارسون نشاط القراءة؛ لأننا نحن الكبار لا نفعل ذلك!

3- المكتبة المنزلية:

حين يجد الطفل الكتاب في كل ركن من أركان المنزل فإنه يألف وجود الكتب، ويألف رؤية من يقرؤها في كل وقت. كثير من بيوتنا خالٍ من أي مكتبة، وبعضها فيه مكتبات، ولكنها أشبه بالمتاحف؛ إنها لتزيين المنزل، وليست لنفع أهله، لهذا لا تمتد إليها أي يد!
المطلوب أن تكون هناك مكتبة تغذي عقول الصغار والكبار، ويشترك جميع أفراد الأسرة في اختيارها، وهي تحتاج إلى تجديد وتغذية مستمرة.


4- ضبط استخدام وسائل التقنية

قد تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن التلفاز والإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام بما تحمله من سلبيات قد أضعفت القدرة على التركيز لدى الناشئة، وجعلت معظم اهتماماتهم قصيرة الآجال، وهذا مضادّ لكل عمليات التثقف الرصين، ومن هنا فإن على الأسرة ألاّ تسمح بدخول "الكتاب" في منافسة مع الأدوات الإلكترونية؛ لأن هزيمة الكتاب ستكون حينئذ محقَّقة، ولهذا فإن من المهم جداً ألاّ يُسمح للأطفال باستخدام "النت" إلاّ لمدة ساعة أو ساعتين يومياً، أما التلفاز وباقي الألعاب الإلكترونية فمضارها لا تحصى وتجنبها ضرورة ملحة لمن خشي على أبنائه الإنحراف، وحين يضبط الأولياء استخدام الإنترنت وغيرها سنجد أن الأطفال يتجهون إلى قراءة القصص والكتب بوصفها المخرج الوحيد من الملل والسأم، ومع الأيام يشعرون بمتعة القراءة وتتعلق قلوبهم بالكتب.
إن صغارنا سيتملكون الرغبة في القراءة حين ندرك نحن الكبار أن مسؤوليتنا تجاه تثقيفهم وتغذية عقولهم لا تقل عن مسؤوليتنا في تغذية أجسامهم
(الرغبة في القراءة) بتصرف
نواصل ذكر بعض النقاط التي تساعد على رفع الهمة والإستعداد للصبر على طلب العلم واستغلال الوقت وهذا للتذكير والشواهد والآثار عديدة لمن أراد البحث والفائدة في هذا الباب، وإنما ننقل ما تيسر تذكيرا وتنبيها :

الهمة العالية



قصة ابن جرير الطبري لما حضرته الوفاة وهو في النـزع فسمع شخصاً بجانبه وهو يدعو ويقول الدعاء المشهور:
اللهم يا سابق الفوت ويا سامع الصوت ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت.
فقال: من قال هذا الدعاء.
فقيل: إنه منقول عن جعفر بن محمد أو نحوه.
فقال لولده: إئتني بصحيفة فأتي بالصحيفة فكتب الدعاء.
فقالوا: يا إمام أنت الآن في وقت كتابة الصحيفة
فقال: إني أخجل أن ألاقي ربي وأنا لا أعرف هذا الدعاء.
رحمه الله .. فهؤلاء الأئمة يخجل الإنسان عندما يسمع قصصهم وعندما يقارن نفسه بهم وتمر علينا لا أقول الساعة ولا الأيام بل قل الأسابيع والإنسان إن حضر درساً واحد عدّ نفسه من طلبة العلم الكبار وهذه تربية وهذا ما نريده في هذا الدرس أن نستشعر أهمية الوقت وأن نحيي في نفوسنا أهمية القراءة وأن الوقت مهما بالغت فيه فلا تظن أنك فعلت ما فعله الأوائل ومن حسب لنفسه كم ورقة قرأ خجل من نفسه ، كم عندك من الكتب المرصوصة الآن قد لا تجد كتاباً مجلداً واحداً قد أنهيته وهؤلاء الأئمة وفي ساعة النـزع والاحتضار يحرصون على الوقت ويكتبون العلم ويحرصون عليه لأجل ألا يضيع عليهم شيء. وتعرفون قصة القاضي أبو يوسف ـ رحمه الله ـ عندما كان في ساعة الاحتضار.
---
يقول الشيخ ابن الجوزي في صيد الخاطر: "فإن قلت إني قرأت أكثر من عشرين ألف مجلدة وأنا في الطلب فأنا مقل". عشرين ألف والمجلد ليست كمجلداتنا هذه عشرين ألف في الطلب.
لا يمكن أن يقرأ هذا الكم الهائل وهو كريم في وقته.
---
وهذا ابن جرير الطبري عندما أراد أن يكتب تاريخ الإسلام والتفسير
قال: إيتوني بثلاثين ألف ورقة.
فقالوا: يا إمام هذا تنقطع دونه أعناق الإبل.
فقال: الله المستعان ذهبت الهمم. فكتب في ثلاثة آلاف.



قضية الوقت واستغلاله




لو قيل له: ادفع مئة أو مئتين .. فكّر، وإذا قيل له: ابذل يوما أو يومين أو ثلاثة .. ليس عنده أي إشكال
وهذه حقيقةُ ُ مرّة، على طالب العلم أن يعتني بالوقت وأن يحرص على أهميته، وأن يربي نفسه حتى يصبح هذا الأمر سجيّة، ويقّدر الوقت الثمين الذي ذهب عليه، لأننا نمر بإشكالية عظيمة وهي إسراف عظيم في بذل الوقت بلا فائدة.
ومن نظر وسبر حال الأئمة وجد أنهم ما بلغوا ما بلغوا إلا بشحهم بالوقت.



مراعاة عامل التدرج



ذكرابن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسن قصة الإمام أحمد أنه جاءه رجل فقال: يا إمام ما رأيك بماء الورد أيُتطهر به؟ فقال الإمام أحمد: لا أحب ذلك ـ رحمه الله ـ. فقال: أيُتطهر بماء الباقلاء؟ قال: لا أحب ذلك.
ثم أصبح يسأله مثل هذه الأسئلة فلما أراد أن يقوم جذبه الإمام أحمد فقال: أتعرف ماذا تقول إذا دخلت المسجد؟ قال: لا. قال :أتعرف ما تقول إذا خرجت من المسجد؟ قال: لا. قال: اذهب فتعلّم هذا.

وصايا في القراءة
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما نقرأ



ـــــــــــــ
الموحد لله
16-08-2010


وأثابك ونفع بك
أضف رد جديد