إن الذين يساوون في الحكم بالإسلام بين الذين يؤمنون بألوهية الله وبين الذين يجهلون ذلك

أضف رد جديد
الناسخ
مشاركات: 705
اشترك في: الأربعاء يناير 05, 2022 10:28 pm

إن الذين يساوون في الحكم بالإسلام بين الذين يؤمنون بألوهية الله وبين الذين يجهلون ذلك

مشاركة بواسطة الناسخ »

ابن عمر الليبي
26 2 2016





إن الذين يساوون في الحكم بالإسلام بين الذين يؤمنون بألوهية الله وبين الذين يجهلون ذلك، هم في الحقيقة يجمعون بين متناقضين، يجمعون بين العارفين بالله وبتوحيده في ربوبيته وألوهيته، الذين عبدوه حق عبادته وجعلوا طلبهم وقصدهم وإرادتهم وتوجههم وخوفهم ورجائهم لله وحده لا شريك له، وبين الجاهلين بالله وبتوحيده، الذين يتخبطون خبط عشواء، الذين جعلوا لله أندادا في قصدهم وطلبهم وإرادتهم ومحبتهم وخوفهم ورجائهم .


وقد نفى الله سبحانه وتعالى المساواة بينهم، وحكم بكفر الأول وبإسلام الثاني حيث قال جلا في علاه : {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ* أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}[الزمر: 8-9].



ونفي المساواة بين النقيضين أسلوب معروف في القران الكريم ومنه قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ* وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ* وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ* وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ }[فاطر: 19-22]



وقوله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }[هود:24]



وقوله تعالى:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }[الزمر:29]



وفي هذه الآية ضرب الله مثلا للموحد والمشرك، فالذي سلما لرجل كالعبد الذي يعبد إلها واحدا، والذي فيه شركاء بل ومتشاكسون كالعبد الذي يشرك مع الله بعض مخلوقاته، وإن الأول (العبد الموحد) يستحيل أن يكون مثل الثاني (الذي فيه شركاء) لا في حقيقة والأمر ولا في ظاهره، لكن أكثرهم لا يعقلون ولا يعلمون ولا يؤمنون، والحمد لله على نعمة الإسلام.
أضف رد جديد