بعض التعليقات على رسالة التوحيد للدهلوي

أضف رد جديد
الناسخ
مشاركات: 705
اشترك في: الأربعاء يناير 05, 2022 10:28 pm

بعض التعليقات على رسالة التوحيد للدهلوي

مشاركة بواسطة الناسخ »

أيوب
2012-12-26


بعض التعليقات على رسالة التوحيد للدهلوي




هذه بعض التعليقات على ما جاء في رسالة التوحيد للدهلوي

قال في (ص3) تحت عنوان (للإيمان جزآن): (فيجب على كل أحد أن يتمسك بالتوحيد وإتباع السنة بقوة وعزم ويبتعد عن الشرك والبدعة كل الإبتعاد فإنهما الشرك والبدعة يؤثران في الإيمان ويحدثان خللا فيه أما سائر الذنوب والمعاصي فهي تؤثر في الأعمال وتحدث خللا فيها)

أنظر إلى كلامه كيف جعل الشرك والبدعة يؤثران في الإيمان ويحدثان خللا فيه ولم يقل: يزيلاه، والبدعة قد تكون مكفرة لأن كلامه في البدعة جاء مطلق، وقد جعل الشرك كالمعاصي التي تؤثر وتحدث خللا ولا تزيل الإيمان والأعمال. لكن نحن نعلم من دين لله ضرورة أن الشرك والبدعة المكفرة يزيلان الإيمان ويحبطان الأعمال تماما والدليل قوله تعالى (لآن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)

وقال في (ص4) تحت عنوان
(تقليد جهال المسلمين للمشركين)

وهو ينقل كلاما عن من يعتقدون في الأولياء والأئمة والشهداء والملائكة والجنيات بأن لهم القدرة والتصرف في العالم ويصفونهم بأن الله خصهم بها وهي كرامات منه سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا

والسؤال المطروح على كل من يحمل عقيدة التوحيد: هل يسمى مسلما جاهلا من يعتقد في الملائكة والجنيات بأن لهم التصرف المطلق في الكون وبأن الله خصهم بذلك ويفعل الشرك كما يفعله عباد الأوثان مع ألهتهم؟ لا أظن أن أحدا من الموحدين يقوله ومن قال بذلك لا شك في كفره.

لكن صاحب (رسالة التوحيد) يقول أن من فعل الشرك أو اعتقد في الأولياء بأن لهم القدرة والتصرف في العالم تقليدا للمشركين مسلما جاهلا وهو يورد الأدلة من كتاب الله على أن من فعل الشرك مؤمن بتوحيد الربوبية مشرك في توحيد الألوهية كما قال تعالى
(وما يؤمن أكثرهم بالله إلى وهم مشركون) لكن في حقيقة الأمر يسميهم مسلمين جهالا وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنه يحكم للمشركين الجهال بالإسلام وإلا كيف جعل عنوان موضوع هذا الكلام:( تقليد جهال المسلمين للمشركين ؟)

وقال في (ص34):
(ينتشر (أي الشرك) بجوار ما يفعله المسلمون مع النبي صلى الله عليه وسلم والأولياء والأئمة والشهداء من الأعمال الشركية فمنهم من يؤمن بتماثيل الكفار فيقلدونهم في عاداتهم وتقاليدهم مثل السؤال من سدنة الهياكل وبيوت الأصنام واللجوء إليهم في المعضلات و الميهمات والإيمان بالسعد والنحس وتأثير الأنواء والنجوم والخضوع للألهات التي خصصت لبعض الأمراض والتقرب إليها بالنذور والإحتفال بأيام ومواسم جاهلية يحتفل بها الوثنيون في الهند والمجوس في إيران وإتخاذها أعيادا وأيام فرح وسرور وأكل ومشرب وإنارة بيوت وتزينها مثل ديوالي في الهند والنوروز و المهرجان من أيام الفرس والمجوس والإعتقاد في القمر والعقرب تحت الشعاع وإن هذه كلها من عادات الهنادك والمجوس التي إنتشرت في المسلمين وقد تبين هذا من ذلك أن الشرك يتسرب إلى المسلمين إذا هجروا القرآن و الحديث و تمسكوا بعادات الآباء و الأجداد و تقاليدهم)

أليست هذه أعمال كفرية و اعتقادات شركية لا تصدر إلا من مشرك جاهل أو معاند و كلاهما مشركَين؟، لكن صاحب رسالة التوحيد النظري يسمي من فعلوا واعتقدوا كل ما ذكر سالفا مسلمين جهالا، و هذه عقيدة المشركين في زماننا هذا و غيره بل إن صاحب (رسالة التوحيد) ليس إلا عينة من القوم.

و يقول في (ص46):
(ولكن الغلاة من هذه الأمة مع الأسف لم يمتثلوا أمر النبي صلى الله عليه و سلم وحاكوا النصارى في أقاويلهم و ما زاد النصارى على أن قالوا إن الله سبحانه و تعالى قد ظهر في صورة عيسى ابن مريم و كسوته فهو بشر من جهة و إله من جهة أخرى.

و قد قال بعض غلاة المسلمين مثل ذلك عن الرسول صلى الله عليه و سلم و تفننوا فيه فقال بعضهم لقد كان الله في ذهاب و إياب في كل قرن حتى ظهر في صورة عربي أخيرا و ملك العالم).

أنظر إلى ما قاله صاحب (رسالة التوحيد) بأن بعض المسلمين يعتقدون و يقولون أن الله يذهب و يأتي في كل قرن ويظهر في صورة البشر.

أليس هذا كفرا بالله سواء من قالوه أو اعتقدوه أو من لم يكفرهم؟ نسأل الله العافية في ديننا.

و قال أيضا في (ص46-47):
(و قد تطرق بعض من لا يخشون الله فنسبوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزعموا أنه قال أنا أحمد بلا ميم (يعني أحدا و هو الله) و قد زوروا عبارة عربية طويلة جمعوا فيها خرافات و سموها بخطبة الإفتخار وعزوها إلى سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه).

المدقق في كلام صاحب (رسالة التوحيد) يدرك جيدا أن عقيدته مثل عقيدة من يقول
(إن الشخص إذا قال قولا يكون به القول كفرا لكن الشخص المعين إذا قال ذلك لا يحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة التي يكفر تاركها).

أما كلامه في من يقول و يفعل ما يفعله و يقوله عباد الأوثان في الهند و المجوس في إيران فواضح و جلي بالحكم عليهم بالإسلام غير أنه يسميهم جهالا، ينكر عليهم الشرك ولا يسميهم مشركين فمثله مثل ابن باديس الذي لا يبعد عنه في عقيدته كثيرا هذا الأخير كان ينكر الشرك على الصوفية عباد القبور في زمانه و لا يسميهم مشركين بل إنه كان في أغلب دروسه يحدثهم عن القتال في سبيل الله ضد الإحتلال الأروبي آنذاك، فكيف يدرسهم عن القتال في سبيل الله إن لم يرهم مسلمين؟ و نحن نعلم من دين الله ضرورة أن القتال في سبيل الله لا يصح إلا من المسلمين. ليس هذا فقط بل إنه يحكم على كل الشعب الجزائري بالإسلام دون استثناء بمقولته المشهورة (شعب الجزائر مسلم) و كان هو أيضا يحتكم إلى المحاكم الأروبية آنذاك و على رأسها محكمة باريس دون إكراه و من أراد التأكد من صحة هذا الكلام فليراجع مجلة المنار و مجلة البصائر لجمعية علماء الجزائر آنذاك.

ومثلهما ابن باز الذي يقول بكفر من تحاكم إلى غير الكتاب و السنة و لكن مجرد كلام فقط وإليك كلامه يقول في كتابه فتاوى و تنبيهات و نصائح (ص137)
(فالذين يتحاكمون إلى شريعة غير شريعة الله، و يرون أن ذلك جائز لهم أو أن ذلك أولى من التحاكم إلى شريعة الله لا لاشك أنهم كفار يخرجون بذلك عن دائرة الإسلام (و أنا أقول متى دخلوا في الإسلام حتى يخرجوا منه؟) و يكونون بذلك كفارا ظالمين فاسقين)

أنظر إلى كلام ابن باز فإنه جعل المعاني الثلاثة من سورة المائدة مطابقة لمعنى واحد و هو الكفر المخرج من الملة بدون تأويل "كفر دون كفر و ظلم دون ظلم و فسق دون فسق" و هذا صحيح لكن كلامه يخالف الواقع تماما، ألا ترى أنه يخاطب الشعوب التي تسافر إلى البقاع المقدسة في موسم الحج بالأمة المسلمة و يصلي بهم صلاة الجمع؟ زاعما أنهم حجيج بيت الله الحرام، مسافرين مقصرين وهذا لا يكون إلا مع المسلمين مع علمه أن كل الشعوب تحتكم إلى غير شريعة الله إلا الموحدين وهم قلة قليلة، كما قال الله تعالى
(وقليل من عبادي الشكور) وقال (وقليل ما هم).

بغض النظر عن الكفر المطبق فيهم بسبب جهل التوحيد لهذا تجد هذه الشعوب تدافع على علمائها ويقولون لنا: لحوم العلماء مسمومة.

و خلاصة ما سبق ذكره أن عقيدة صاحب (رسالة التوحيد) مطابقة تماما لعقيدة ابن باديس وابن باز، فهل نعتقد بكفرهما ونستثني الدهلوي؟

لا بد من الإنصاف في دين الله دون محاباة في التمييز بين المسلم والكافر، وإلا فالأمر يؤدي فعلا إلى انخرام الدين بسبب تقليد العلماء وتقديسهم، كما فعل اليهود والنصارى بأحبارهم ورهبانهم.

ربنا أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين

و ألحقنا بالصالحين


كُتب بمكتبة أم القرى





ـــــــــــــــــــــ
طارق
2013-01-03






جزاك الله خيرا على هذه التعليقات المفيدة وجعلها الله في ميزان حسناتك

أضف رد جديد